شغل المتحف مساحة حوالي 2035 متراً مربعاً ويحتوي على الأقسام الآتية: قاعة العرض: التي تضم بدورها قسمين، الأول وهو الطريق المنحدر حيث توجد عشر لوحات معلقة تبين تفاصيل طقوس الموكب الجنائزي والإجراءات التي تتبع من الموت وحتى الدفن من واقع بردي آني وهو ـ نفر المعروضتين في المتحف البريطاني، والثاني ويبدأ في نهاية الطريق المنحدر وتعرض فيه أكثر من ستين قطعة في 19 نافذة عرض زجاجية، وتتمحور معروضات متحف التحنيط حول 11 موضوعاً أساسياً هي (آلهة مصر القديمة - مواد التحنيط - المواد العضوية - سوائل التحنيط - الوسائل المستعملة في عملية البالم- أوان كانونية لحفظ الأحشاء الداخلية للمتوفى وكانت تتخذ شكل أبناء حورس الأربعة وهم "أمست" و"حابى" و"دواموتف" و"قبح سنوف" – الأوشابتى – تمائم - تابوت بادي آمون - مومياء مسحراتى (ابن الملك باـ نجم الأول، والذى كان كبيراً لكهنة آمون وقائداً للجيش) وهى المومياء البشرية الوحيدة فى المتحف - حيوانات محنطة).
يقول محمد شحاته، مدير متحف التحنيط، إن المتحف يضم أكثر من 150 قطعة فرعونية قديمة من بينها "سرير التحنيط" المستخدم فى عملية التحنيط، والذى تم العثور عليه مكسورا لعدة أجزاء فى المقبرة رقم 63 بوادى الملوك، ومن الأدوات الخاصة بالتحنيط المتواجدة بالمتحف "الإزبيل لتفتيت المخ - الإس بتولة والملعقة للتنظيف الداخلى - الموسى لعمل فتحة بالجانب الأيسر من البطن - المقص – الملقاط - المشرط لفصل واستئصال الأحشاء - الفرشاة للتنظيف الجاف الداخلى - المخارزة لترميم العظام عند الضرورة - الإبرة لخياطة البطن - ملح نطرون ونشارة الخشب الذي كان يستخدم كحشو مؤقت فى التجويف الصدري والبطني - بقايا دهون معطرة وبقايا مواد راتنجية على لفائف كتانية "الراتنج هو إفراز المواد الهيدروكربونية من النبات ولا سيما الأشجار الصنوبرية" - راتنج من تابوت وراتنج من حفائر بإدفو - كيس به مواد حشو - تربنتينا وجدت فى أكياس بالتابوت - خليط من البيتومين والراتنج - قطعة من جسم محنط - وأخيرا قطعة من جلد قديم"، ويضم المتحف أيضاً مناظر تحاكى تماما برديتى "حونيفر" و"آنى" اللتان يرجع تاريخهما إلى 1200 سنة قبل الميلاد، فيما يستقر الأصل فى المتحف البريطانى.
مومياء محنطة
بعض التماثيل المعروضة بالمتحف
ويضيف شحاتة، أن متحف التحنيط يعرض داخله مومياوات حيوانية كمومياء طائر "أبو منجل"، ومومياء لقرد فى الناووس وكلاهما رمز للمعبود "تحوت" إله المعرفة والحكمة، حيث كانت لهما جبانات خاصة فى سقارة وتونا الجبل بالمنيا، ومومياء لبطة محنطة من العصر الحديث قام بتحنيطها الدكتور زكي إسكندر عام 1942 لإثبات معرفة طريقة التحنيط عند قدماء المصريين، ومومياء تمساح حديث الولادة، ومومياء سمكة قشر بياض وجدت فى إسنا مركز عبادتها، وتمثال ومومياء لقطة كان يرمز بها فى مصر القديمة بـ"باستت" التى زادت شعبيتها فى تل بسطة الزقازيق.
مفتاح الحياة عند الفراعنة
كما يعرض أيضاً علامة "العنخ" رمز الحياة والتى يعتقد أن شكلها مأخوذ من شكل أربطة الصندل الذى كان يرتديه المصرى القديم، وخشب ملون للأسرة الثامنة عشر عثر عليه فى مقبرة أمنحتب الثانى بوادى الملوك، بجانب العمود "جد" رمز الثبات والاستمرار، وربما كان يمثل "الجد" فى الدولة القديمة بالأعمدة التى تسند السماوات، وأحيانا كان يشار به إلى العمود الفقرى للمعبود "أوزوريس"، وكبش محنط مغطى بقناع مذهب من الكرتوناج وجد فى جزيرة الفنتين، ويتكون الكرتوناج من طبقات عديدة من الكتان أو البردي مثبتة بمادة صمغية، ومشكلة طبقا لملامح الوجه، وكان يعتبر الكبش رمز للإله "خنوم" الذى كان يعتقد أنه يقوم بتشكيل جسم الإنسان على عجلة الفخار وكان مركز عبادته في أسوان، و تمثالى "نفتيس" و"إيزيس" إلهى حماية المتوفى، حيث كانت "نفتيس" تصور فى النقوش وعلى التوابيت وبجانب رأس المتوفى، بينما كانت "إيزيس" تصور عند قدميه لأنهما يبكيان و يحميان المتوفى.
ويوجد نموذج لمركب جنائزى لنقل جثمان المتوفى عبر النيل إلى البر الغربى، وكانت توضع فى المقابر أو صور على جدرانها، حيث كان يجب على كل مصرى سواء فى حياته أو مماته أن يستخدم مركبا ليقوم برحلة أبيدوس حيث مقر دفنه "أوزوريس" إله العالم الآخر، ومومياء لتمساح والذي كان يرمز فى مصر القديمة المعبود "سوبك" رب الماء والخصوبة، حيث عثر عليه فى مقصورة بمعبد "كوم أمبو" إذ كانت المدينة أهم مراكز عبادته، وكان المصرى القديم يربيه في بحيرات ضمن ملحقات المعبد، للإله "سوبك" هو رب مدينة التماسيح بالفيوم عند المصرى القديم، وعبد هناك وكرس له جزء من معبد عظيم، وعبد فى منطقة الدهامشة فى أرمنت بالأقصر، وروى عنه المؤرخ "هيرودوت" أن هذه التماسيح كانت تزين وتطعم وتضع لها أقراط من الذهب أو الأحجار الصناعية فى آذانها، كما توضع الأساور فى أقدامها الأمامية ويقدم إليها طعام خاص، وكان يعتنى بها اعتناء خاص أثناء حياتها، وعندما تموت تحنط وتوضع فى توابيت مقدسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق